Devonshire Cream Tea

تعدّ الشاي مع الكريمة الديفونشاير (Devonshire Cream Tea) واحدة من أشهر التقاليد الغذائية في المملكة المتحدة، وتحديداً في منطقة ديفون. يتكون هذا الطبق من الشاي الساخن، والخبز المسمى بـ "سكون" (Scone)، وتقدم معه الكريمة السميكة والمربى، مما يجعله تجربة مميزة ومحبوبة لدى الكثيرين. تاريخ الشاي مع الكريمة الديفونشاير يعود إلى القرن التاسع عشر، حيث يُعتقد أن هذا التقليد بدأ في ديفون حول عام 1880. في ذلك الوقت، كان يُستخدم الشاي كوسيلة للتجمع الاجتماعي، وبدأت النساء في تقديمه مع الخبز الطازج والمربى. أصبحت كريمة ديفون، وهي كريمة غنية وسميكة، جزءًا لا يتجزأ من هذه التجربة، مما ساهم في تميز هذا الطبق عن غيره من أنواع الشاي. يتميز طعم الشاي مع الكريمة الديفونشاير بتوازن رائع بين النكهات. الشاي، غالبًا ما يكون من نوع الشاي الأسود، يُقدّم ساخنًا. أما السكون، فيكون طريًا وخفيفًا، وعادة ما يُخبز باستخدام مكونات بسيطة مثل الدقيق، والسكر، والزبدة، والحليب. وعند تناوله، تُضاف الكريمة والمربى، مما يمنح الخليط طعمًا غنيًا ودسمًا. المربى يُستخدم عادةً من الفراولة أو التوت، مما يضيف لمسة حلاوة توازن بين دسم الكريمة وطراوة السكون. فيما يتعلق بالتحضير، يُعتبر إعداد السكون فنًا بحد ذاته. تُخلط المكونات الجافة أولاً، ثم تُضاف الزبدة التي تُفرك باليد حتى تُصبح كالعجينة. بعد ذلك، يُضاف الحليب تدريجياً حتى تتكون عجينة ناعمة. تُشكل العجينة إلى كرات صغيرة وتُخبز في فرن ساخن حتى تصبح ذهبية اللون. يتم تقديم السكون عادةً مع كريمة ديفون والمربى في أطباق مميزة، مما يُضفي جواً من الأناقة على الوجبة. بشكل عام، يُعتبر الشاي مع الكريمة الديفونشاير أكثر من مجرد وجبة خفيفة؛ إنه تجربة ثقافية واجتماعية. يُقدّم غالبًا في المناسبات الخاصة، مثل حفلات الشاي، وعادةً ما يُستمتع به في أجواء مريحة. يجسد هذا الطبق روح الضيافة البريطانية، ويُظهر كيف يمكن للطعام أن يجمع الناس معًا في لحظات من الفرح والاسترخاء.

How It Became This Dish

تاريخ الشاي بالكريمة الديفونية الشاي بالكريمة الديفونية هو تقليد إنجليزي شهير يتميز بتقديم الكريمة السميكة (الكريمة القشدية) والمربى مع السندويشات الصغيرة والكعك، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الشاي في المملكة المتحدة. يعود أصل هذه العادة إلى منطقة ديفون في جنوب إنجلترا، حيث يتمتع هذا التقليد بتاريخ غني وثقافة عميقة. #### الأصل يعود أصل الشاي بالكريمة الديفونية إلى القرن الثامن عشر. في ذلك الوقت، كان تناول الشاي يُعتبر من الطقوس الاجتماعية المهمة بين الطبقات العليا في إنجلترا. وفقًا للتاريخ، بدأت هذه العادة مع الدوقة آن راسل، التي كانت تُعتبر واحدة من أوائل من أدخلوا فكرة تناول وجبة خفيفة بعد الظهر. كانت تعاني من جوع ما بين وجبة الغداء والعشاء، لذا قررت تقديم بعض الأطعمة الخفيفة مع الشاي، مما أدى إلى ظهور تقليد الشاي بعد الظهر. #### الثقافة والرمزية تعتبر وجبة الشاي بالكريمة الديفونية رمزًا للضيافة الإنجليزية. في ديفون، من الشائع أن يتم تقديم الشاي بالكريمة في المقاهي والفنادق الصغيرة، حيث يُعتبر جزءًا من تجربة الزوار. يتضمن الشاي بالكريمة عادةً كعك "سكوتش" (Scones) المخبوز، الذي يُقدم دافئًا مع الكريمة والمربى، وغالبًا ما يكون هناك أيضًا مجموعة من السندويشات الصغيرة. في العديد من المناسبات، يُعتبر الشاي بالكريمة فرصة للاجتماع مع الأصدقاء والعائلة، مما يعزز الروابط الاجتماعية. تُعتبر الكريمة القشدية التي تُستخدم في الشاي بالكريمة من المكونات الأساسية. تتميز هذه الكريمة بأنها أكثر سمكًا وثراءً مقارنةً بالكريمة التقليدية، وهي تُعتبر فخرًا محليًا في ديفون. وعادة ما يتم تقديمها مع مربى الفراولة أو التوت، مما يضيف طعمًا رائعًا ومتناغمًا. #### التطور عبر الزمن على مر السنين، تطورت عادات تناول الشاي بالكريمة وتنوعت، وأصبحت أكثر شيوعًا في جميع أنحاء إنجلترا. في أوائل القرن العشرين، بدأت الفنادق الكبرى والمقاهي بتقديم الشاي بالكريمة كجزء من قوائمها، مما جعله أكثر وصولاً للجمهور. ومع ذلك، لا تزال ديفون تُعتبر موطن هذا التقليد، حيث تُنظم العديد من الفعاليات والمهرجانات للاحتفال بالشاي بالكريمة. في العقود الأخيرة، بدأ الشاي بالكريمة يكتسب شهرة عالمية، حيث أصبح الزوار من جميع أنحاء العالم يسافرون إلى ديفون لتجربة هذا التقليد. بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال بعض التعديلات الحديثة على الوصفة التقليدية، مثل استخدام أنواع مختلفة من المربى أو إضافة نكهات جديدة إلى السكون. #### الشاي بالكريمة في العصر الحديث اليوم، يُعتبر الشاي بالكريمة جزءًا من التراث الثقافي البريطاني، ويُقدم في العديد من المناسبات، بدءًا من حفلات الزفاف إلى الاحتفالات العائلية. كما أنه أصبح جزءًا من قوائم الطعام في العديد من المطاعم والفنادق الفاخرة حول العالم. هناك أيضًا العديد من الدورات التدريبية وورش العمل التي تركز على كيفية إعداد الشاي بالكريمة بشكل تقليدي. تُعتبر ديفون اليوم وجهة سياحية شهيرة، حيث يأتي السياح للاستمتاع بجمال الطبيعة وتجربة الشاي بالكريمة في أجواء تاريخية. هناك العديد من المواقع التي تقدم الشاي بالكريمة، بدءًا من المنازل التقليدية إلى الفنادق الفاخرة، مما يجعل هذه التجربة متاحة للجميع. #### الخاتمة لا يمكن إنكار أن الشاي بالكريمة الديفونية هو أكثر من مجرد وجبة خفيفة؛ إنه رمز للضيافة والثقافة الإنجليزية. يمزج بين التقاليد القديمة والابتكارات الحديثة، مما يجعله تجربة فريدة من نوعها. في كل قضمة من السكون، ومع كل ملعقة من الكريمة والمربى، يمكن للمرء أن يشعر بالتاريخ الغني والتقاليد العميقة التي تقف وراء هذا التقليد الرائع. إن الشاي بالكريمة ليس مجرد طعام، بل هو تجربة ثقافية تجسد روح المجتمع الإنجليزي. في النهاية، يظل الشاي بالكريمة الديفونية جزءًا لا يتجزأ من التراث البريطاني، ويستمر في جذب محبي الطعام ومحبي الثقافة من جميع أنحاء العالم. سواء كنت تستمتع به في ديفون أو في أي مكان آخر، فإن الشاي بالكريمة يعد تجربة فريدة تستحق الاستمتاع بها.