Bin Hamsan Village (قرية بن حمسان التراثية)
Overview
قرية بن حمسان التراثية في مدينة نجران، المملكة العربية السعودية، هي جوهرة ثقافية تعكس تاريخًا عريقًا يمتد عبر القرون. تقع هذه القرية في منطقة الجنوب من المملكة، وتمثل وجهة سياحية هامة تجذب الزوار من داخل وخارج المملكة، حيث يمكنهم استكشاف غنى التراث السعودي.
بدأت قصة قرية بن حمسان بفكرة رائدة من قبل بن حمسان نفسه، وهو مواطن محلي لديه شغف كبير بالحفاظ على التراث وإحيائه. قرر بن حمسان تحويل رؤيته إلى حقيقة ملموسة، وبناء قرية تروي حكايات الأجداد وتعرض نمط حياتهم القديم، مما أضاف بعدًا تاريخيًا وثقافيًا لهذه المنطقة.
انطلق المشروع في منتصف الثمانينيات، حيث عمل بن حمسان مع فريق من المهندسين والحرفيين المحليين على بناء القرية باستخدام مواد تقليدية تتناسب مع الطابع الأصيل للمنطقة. تم استخدام الأحجار والطين والخشب، مما يعكس أصالة العمارة النجرانية ويضيف لمسة جمالية خاصة للمكان.
تتألف قرية بن حمسان من عدة مبانٍ تراثية، حيث يمكن للزائرين التجول بين البيوت التقليدية والتعرف على طرق البناء القديمة التي كانت تستخدم فيها الحجارة الجافة والطين. كما يوجد سوق تقليدي يعرض منتجات الحرف اليدوية مثل السجاد، الفخار، والنسيج المحلي، مما يُظهر المهارات اليدوية التي تم توارثها عبر الأجيال.
داخل القرية، توجد متاحف صغيرة تقدم عروضًا توضيحية وأفلام قصيرة عن تاريخ نجران وثقافتها. يمكن للزائرين مشاهدة الأدوات والأسلحة القديمة المستخدمة في الحياة اليومية والصيد، بالإضافة إلى القطع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، مما يمنحهم لمحة عن التاريخ الغني للمنطقة.
إلى جانب المباني، تضم القرية مساحات خضراء وبساتين تعزز من جمال المكان وتوفر أماكن رائعة للاسترخاء. تتنوع الحياة النباتية بين أشجار النخيل والزيتون والفواكه المحلية، مما يعكس الطبيعة الغنية للمنطقة ويضفي جوًا من الهدوء والسكينة.
تحتوي القرية أيضًا على مضيف تقليدي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتذوق المأكولات النجرانية الأصيلة. يقدم المضيف أطباقًا تقليدية محضرة باستخدام مكونات طبيعية وطازجة، مثل الهريس والمندي والعصيدة. تجربة الطعام في هذا المكان تضيف بُعدًا إضافيًا لفهم الثقافة المحلية وتعزز من تجربة الزيارة.
لم يتوقف بن حمسان عند الحفاظ على التراث المادي فقط، بل سعى أيضًا إلى إحياء الفلكلور والفنون الشعبية. تُقام في القرية فعاليات دورية تشمل عروضًا موسيقية شعبية ورقصات تقليدية، وكذلك مسابقات للشعر والأدب الشعبي، مما يجعل القرية نبضًا حيًا لتراث وثقافة نجران.
بلا شك، أصبحت قرية بن حمسان نموذجًا يحتذى به في جهود الحفاظ على التراث وإحيائه. فهي ليست فقط مكانًا للزيارة، بل تعتبر منصة تعليمية تُتيح للأجيال الجديدة التعرف على بداياتهم وأصولهم، مما يساعد في تعزيز الاعتزاز بالهوية الوطنية ويعزز من أهمية التراث الثقافي.